قال الله ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)
وقال جل في علاه (وجعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخِذو من مقام أبراهيم مصلا)
وقال عز من قائل ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)
عباد الله أيها المسلمون
الحج مشاعر سامية ومبادئ راقية ومشاعر أيمانية ونفوس مطمئنة ومة خير أرض بني على الأرض وأول بيت بني عليها قال الله ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين)
والحج أفضل الأعمال فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صل الله عليه وسلم (أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله , ورسوله قيل ثم ماذا؟ قال ثم جهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور)
والحج المبرور كما قال الرسول صل الله عليه وسلم في الحديث الصحيح هو طيب الكلام وإطعام الطعام
والحج أيها المسلمون جهاد فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رجل جاء إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال : إني جبان وإني ضعيف فقال : صل الله عليه وسلم ( هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج )رواه الطبراني وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال ( جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج) رواه النسائيوعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يارسول الله ترى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد قال:( لاكن أفضل الجهاد حج مبرور) فما أجمل وما أرقى أن يجتمع الحج والجهاد
والحج عباد الله يمحق الذنوب وينسفها فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) رواه البخاري ومسلم) والحجيج وفد الله وضيوفه فعن ابي هريرة أن رسول الله قال ( الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن أستغفروه غفر لهم ) رواه النسائي وبن ماجة وبن حبان
والحج عباد الله واااااااااجب على كل مكلف مستطيع فوراً فالحج أولى من شراء السيارات والأراضي والعقارات وما إلى ذالك
قال الله تعالى { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
وروى قتادة عن الحسن قال قال عمر رضي الله عنه لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى الأمصار فينظرون إلى من كان له مال ولم يحج فيضربون عليه الجزية
وقد ورد في الحديث عن ابن عباس عن الفضل رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وقال الشيخ الألباني حديث حسن انظر صحيح سنن ابن ماجة . وروي في الحديث عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا وَاللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :" وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) رواه الترمذي
الخطبة الثانية
في الحج دروس وعبر منذ السفر الى العودة الى الوطن الذي سافرت منه فمفارقة الأهل والصحب والبلد والأنتقال الى بيت الله الحرام توحي لكل لبيب وفهيم الأنتقال من الحياة الدنيا الى القبر ومفارقة الأهل والحياة وشراء ثوبي الأحرام ولفه على الجسد يذكر بشراء الكفن ولفه على الميت ودخول البادية الى الميقات ومشاهدة تلك العقبات تشير وتوحي الى الحياة البرزخية وما فيها إما من كربات وعقبات أو نعيم وملذات وأما الوقوف بعرفة فيذكر بالوقوف بين يدي الله في المحشر والمنشر وإما زيارة قبر الحبيب محمد فيذكر بشفاعته لنا والحج يوحي ويذكر بل ويوطد ويؤكد الوحدة الإسلامية والأخوة الربانية والجسد الواحد لأمة الإسلام فمهما فرقتنا السياسات ومهما باعدت بيننا الحدود فنحن أمة واحدة والحج مؤتمراً أسلامياً غير مخصص لحاك المسلمين أو وزراء خارجيتهم فقط بل لكل مسلم يريد المشاركة فيها أسوداً كان أو أبيضاً عربياً كان أو أأعجمياً مسؤلاً كان أو مواطنا
اللهم أبلغنا حج بيتك المحرم يااااارب
أنتهى.
المصدر : ملتقى التقوى - من ملتقى : ملتقى اسلامنا العظيم